قطة زن ..

بقلم:- الجراند ماستر

شريف هزاع

في يوم ما كان هناك معلم زن كبير حضر التأمل المسائي مع طلبته ، وحين كانوا في حالة التأمل حضرت قطة واحدثت ضجيجاً شتت انتباههم ، لذلك امر المعلم انه من الافضل ان نربط القطة حين نمارس التأمل ، وبقي الامر على هذا سنوات حتى مات المعلم ، فقال الطلاب وقتها :-

ولكن ماذا سنفعل بالقطة ؟

فقال نبيههم (المعلم الجديد) نبقيها معنا في جلسات التأمل.

وبقيت القطة تربط في قاعة التأمل ، حتى ماتت تلك القطة فأمر المعلم ان يأتوا بقطة غيرها ، وبعد سنوات اصبح ضمن التقليد المتبع في كل (دوجو) زن او دير رهبان ان يكون فيه قطة !
بعد زمن قصير كانت لكل الاديرة المجاورة ؛ قطة تشارك تأملاتهم ، وكتب كثير من المصنفات عن اهمية القطة بالتأمل ، وعن الطاقة الايجابية لها ، ودورها في ارتقاء الوعي….الخ وبدأت قصة القطة تأخذ مركزية ، وتعود الجمع وجود القطة معهم ، حتى اذا غابت القطة لن يتأخر احدهم ان يطالب ادارة المعبد او الدير ان يأتو بقطة ! ، وعلى امتداد قرن من الزمان، اعتبرت القطة جزءا أساسيا من دراسة الزنّ.

 

بعد اكثر من قرن احتاج معلمين افذاذ التخلص من هذا الامر لانه ليس كما يعتقد ، وان اهمية التأمل لايمكن ان يربط بقطة ، وان موازنة عقولنا يعتمد على قوة التركيز دون مساعدة من الحيوانات ..

200 عام حتى عادت الامور كما كانت بلا قطة ، فكم وهما اسس على قطة ، وكم اخذت القطة مكانة نحن صنعناها ، لقد صنعنا من الوهم حقيقة وصدقنا اوهامنا .. لاننا توقفنا عن التساؤل ، جمدنا العقل ..

هنالك عشرات القطط في رؤوسنا وتاريخنا ومعتقداتنا ، الا اننا لانجيد نفيها خارج عقولنا ، اننا تبعية تقليد لم نتخلص منه ولم نفكر لما هو كذلك ..

الناس لاتفكر فيما تفعل ، بل هم يفعلون ذلك بهذه الطريقة لان الجميع يفعل ذلك ، نحن نجيد ربط القطة ولانعرف ان نخرجها..

هناك كثير من الامور التي وضعنا فوقها اكليل التقديس والتنزيه ، هي في حقيقتها كانت حلا لاشكال او امر بسيط ، لكن مع مرور الوقت اصبحت مقدسة ، لذا نحن من صنع خرافاتنا ..

ملخص المنشور

  • .
  • بقلم.
  • – الجراند ماستر.

اكتشاف المزيد من اكاديمية ريكي زن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.