في كامي

بقلم:- الجراند ماستر شريف هزاع

 

نحن نصنع كينونات فكرية عن الاموات ، في حين ان لهم كينونات وجودية خارجة عن اطر قوانينا الفيزيائية. يملكون ابعاد لانعرفها ولا نصل اليها مطلقا ، تواصلنا معهم هو توافق ماصنعنا وشكلناه عنهم مسبقا ، تاتي صورته متوافقة مع ما زرعناه من قبل في فكرنا ، اما هو فإنه خارج كل هذا .

حين تتوافق تلك القيم الانشائية بالتواصل سيقدم لنا تواصلا معينا وهذا تحليل كامي في شنتو ، والارواحية القديمة التي لازال الكثير من المجتمعات المحلية يعيشونها. الكامي في الشنتوية هو في راي انموذج اولي لفكرة اللامعرف كما وضحته الفلسفة الكانتية جيدا تحت مصطلح نومين .

ولكن الصورة البدائية للامعرف في الشنتوية لابد ان ياخذ بعدا قدسيا او اعتقديا يتماشى والفكر التأسيسي الكامل في الشنتوية. لذا قالو الكامي لايمكن ان يكون إله او الهة او اي شيء ، لانه كل شي في الطبيعة هو النهر والرياح والنبات والعاصفة والجبال والوديان…الخ والاهم انه ارواح المحاربين في العشيرة ، والكامي يكون هنا كل شي تقدر ان تضيف له تبجيلا وقدسية ولايمكن ان تحصره في تعريف ومصطلح.

ان كامي هو هوية موجودة في كل ظاهرة طبيعية وان ذلك لانتلمسه بالقياس والاستدلال العقلي بل بالادراك الباطني والحدسي ، لذا لاتجد في الشنتوية (كما اي شامانية) استدلالا عقليا البته فانت لاتجد فيهما طولا وعرضا اسئلة من نوع:- هل الوجود واحد ، علة العلية مطلقة ، الوجود هو عكس العدم ، العدم شيء ام لاشيء…الخ ، لاوجود لذلك في خارطة الاديان البدائية ، ساعتبر هنا بحق ان الوثنية التي في بعض الاديان القديمة هي ديانة نقية رغم اننا ننظر لها من منظار ديني متزعم النظرة الدينية الواحدية ومصادرا غيرها بالقوة او الترهيب بخطابه التشريعي والكهنوتي. حين اطالع ماكتبه ميرسيا الياد او هارنر او العملاق فرايزر اجد كل المتعة بتلك الصيغ البسيطة في التفكير وحسن وصدق الاعتقاد الذي تمثل به الانسان النقي قبل ان يتلوث بالكهنوت وترهات الكهنة..


اكتشاف المزيد من اكاديمية ريكي زن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.