شريف هزاع
ان الصاق فكرة بان الشامانية عبارة عن (اياهواسكا) امر يدعونا الى تصحيح تلك الفكرة المغلوطة ، وهنا علي ان اركن الى رجل وهب ابحاثه وسني عمره في دراسة الشامانية وهو البروفيسور هارنر(1929-2018) منذ تلقيه الدكتوراه في 1956بدراسة الشامانية في كل بقاع الكرة الارضية ، التي وجد فيها قبائل او مجتمعات او مدن ، واذا كان للعالم الكبير ميرسيا الياد الدور الاول في تصحيح المفاهيم الخاطئة والمجحفة بحق الشامانية ، فان هارنر هو بحق من ترجم منطلقات الياد على ارض الواقع بالمسح الانثربولوجي والاثاري والسوسيولوجي للشامانية .
في ورشات اماديوس التي كانت ضمن اعمال التدريب التي قمت بها العام الماضي ، نوهت الى الجهد البحثي الرائع لميرسيا الياد كما اني ذكرت البروفيسور هارنر في محاضراتي ربما 5 مرات ، ومن واجبي ان ادحض الصاق تهمة ان الشامانية تعتمد على النباتات المهلوسة و الـ (DMT) وهو امر مغلوط كثيرا ، (دمت) سيء الصيت الان يسمى حديثا بعقار الشيطان ، بعد دخوله بصناعة حبة (الفيل الازرق) وهو العقار الذي اجده سرب لغايات غير نزيهة وانه كان محصورا بفئة باحثة بتجارب (الاقتراب من الموت) كما في الرحلة الشامانية ، الا ان (دمت) سريع المفعول وخطير جدا رغم انه يعتبر ضمن الادوية المحضورة بالولايات المتحدة تحت الصنف A الا انه انتشر في اماكن اخرى..
وبالنسبة الى طقس الاياهواسكا الذي يفعله 10% من الشامان على الكرة الارضية فإنه يحوي على نسب قليلة من الـ (دمت) باضافة نبتة اخرى ليست بالجرعة الكاملة التي تحتويها حبة الفيل الازرق.
بين هارنر انه تناول لمرة واحدة في حياته الاياهواسكا عام 1957 ولم يكرر هذا ثانية.
وقال في مقابلة عام 2005 ان عددا قليلا جدا من الشامان من يتناول النباتات المهلوسة للدخول الى حالة النشوة وهي ضمن سلوكيات شامان امريكيا الجنوبية (قبائل الامازون) بالتحديد ، واذا قلنا ان 90% من الشامان تعتمد على الصوت الرتيب والتطبيل في تجربة النشوة وان الباقي 10% يتخذ الطرق العشبية ، وهذا ينسف فكرة متداولة ان الشامان كلهم يتناولون الاعشاب المهلوسة والفطر السحري والداتورا السامة وغيرها للوصول للنشوة الروحية..
ملخص المنشور
- .

