تعتبر القراءة الرونية احد الطرق المستخدمة الاكثر شعبية في امور العرافة القديمة ، ولها مكانة مرموقة في الدول الاسكندنافية ، وهي متعدد الاشكال تعتمد على الابجدية الانجلو ساكسونية والقوطية والهنغارية وحتى التركية ، كما استخدم الإسكندنافي القديم الأحرف الرونية كرموز لقوة محددة ، متخذا رموز رونية منحوتة اومطلية بربط مختلفة أي مزج اثنين أو أكثر من الأحرف الرونية على العصي ، قطعة من الخشب ، العظام ، الحجارة ، على جلدهم – والذي انتشرت حديثا كوشم تاتو على الجسد – ، وتلوينها بالرماد أو بدمهم أو لعابهم ، اما إذا أرادوا استخدام الأحرف الرونية بطريقة أكثر إخفاءا ، فانهم يلجؤون الى طريقة “الأحرف الرونية غير المرئية” المرسومة باللعاب مرة واحدة فقط ، او برسمها بالهواء والتلويح بها ،فبهذه الطرق لا يمكنك رؤية الأحرف الرونية بعينيك المجردتين ، لكنها لا تزال تؤثر وتخلق التأثير المطلوب وترددات في عوالم الروح والطاقة.
الابجدية الرونية الاقدم او لنقل الأول شكلا بالظهور تتكون من 24 حرفا يصطلح عليها (Elder Futhark) كتبت على بعض الشواهد اشهره نصب حجري في السويد ، وهناك صخور واسلحة واواني نقش عليها احرف رونية تمثل وفق الاعتقاد السائد وقتها انها احرف سحرية ذات طاقة مميزة .
كانت الأحرف الرونية رموزا في الكتابة ، تكتب على الأحجار والمعادن والاواني والاقمشة والجلود تحمل هذه الرموز أهمية دينية أو سحرية للأشخاص الذين كتبوها ، وتم العثور على نقوش رونية على الحجارة والمجوهرات والأسلحة والأشياء التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي ، ولكن من المرجح أنها كانت موجودة قبل ذلك بوقت طويل.
فالقبائل التيوتونية (الجرمانية القديمة) ، تعتبر ان السحر والتنظيم الاجتماعي والدين والقانون يمثل القوة الإلهية هي التي تقود تنظيم كل شيء جمعتها في الحكايات والاساطير النوردية (نسبة الى النرويج) ، وكان محاربي الفايكنج يستخدمونها كونها ابجديتهم ، تحمل في طياتها حسب اعتقادهم طاقات روحية وسحرية ، ولهذا نقشت على سفنهم واسلحتهم وعملو منها وشما لاعتقادهم أن هذه الرموز ليست أداة تعبير كتابية بحتة علما انهم استخدموها للامور الحياتية الدنيوية مثل التجارة والسياسة ، لكن رغم ذلك فانها تحمل قوى سحرية خارقة بنظرهم.
الاحرف والابجدية الرونية تعود من حيث النشأة ووفق الاساطير النوردية الى كبير الهة الآيزر (اودين) هو المؤسس الفعلي الوحيد للاحرف الرونية ، أي الذي عرفها واخرجها للوجود والاستخدام ، بعد صراع في البحث عن الحقيقة والسر لايام علق فيها نفسه مصلوبا على شجرة العالم ، نزف دما وتعرض للالم واستعان بالحكيم (ميمير) لمعرفة اسرار العالم والاخبار والمعارف ..الخ وطلب من ميمير ذلك فامتنع الأخير معتبرا ان ذلك لن يكون الا بالتضحية الكبرى وهي ان يهب احد عينيه لبئر الحكمة ، وحين فعل ذلك اودين الهم بالأحرف الرونية كلها وبما تحمله من اسرار لهذا سميت رون وتعني السر.

