في المعلم

الجراند ماستر لميس الرفاعي

يظن البعض ان المعلم في علومنا هذا ، حين يقرر الالتزام بتلميذ ما يقول له ، كيف يتأمل كيف يركز كيف يجلس كيف يتنفس .. ولكن هل هذا كل التعريف الشامل لكلمة معلم؟ بل ازيدك ان هذا وغيره من المعارف والدروس التي يقدمها أي معلم ساعتبرها من الاساسيات التي يمكن ان يقوم بها أي شخص تلقى درجة ما من المعرفة حتى وان كان ليس معلما.
المعلم قيمة روحية وطاقية وعقلية تبث دوما على التلميذ لايمكن حصره بجموعة دروس يمكن الحصول عليها من هنا او هناك.

” المعلم الحقيقي لا يربط تلامذته به كأنهم عصافير في قفص؟
بل سيكون حقيقياً لو هم ارتبطوا فيه حين ينادونه ، احضر يامعلم…”
المعلم شريف هزاع

الحصول على طاقة المعلم للعمل بها أكثر أهمية من عقد اجتماعات معه كما يتمنى الكثير ، المعلم قد لا يرغب بهذا بالقدر الذي يهتم بك كفرد ويرعاك بتوجه روحي وطاقي منه اليك ، وهذا افضل باضعاف كثيرة من مجرد حضور اجتماعات او لقاءات جماعية يكون فيها.
منذ اللحظة الاولى سيكون التلميذ في انتظار مستمر حتى يعتني به المعلم…. انتظار المعلم ليتحدث معه، انتظار المعلم ليخبره بما يجب أن يفعله..، انتظار العلم لينتقده ، انتظار المعلم ليفعل او لايفعل امر ما.. انك ستكون دوما راغبا منتظرا شيئا من المعلم.
يقول التلميذ للمعلم:
انا تلميذك وأنا منفتح على كل ما تريد أن تقدمه لي بتركيز وفهم ، سواء كان حديثك عتابا او تهنئة ولكن من فضلك أهتم بي لاصبح افضل مما انا عليه الان.
المعلم الحقيقي يفخر بتلاميذه ليس على انهم اتباع وذيول له ، بل على انهم معلمين أيضا وان كانوا تلاميذ له ، لكن لا ينظر لهم على انهم صغارا دون المسؤولية او كما قال المعلم شريف هزاع :- المعلم لايضع القيود لحبس تلامذته بل انه يخلق لهم اجنحة.
عندما يريد المعلم أن يجعل تلميذه مسؤولاً، فإن ما يفعله هو أنه يقدم طاقاته ببطء وبشكل غير مرئي إلى تلميذه ، ويبدأ المعلم بإرسال طاقاته إلى المكان الذي يكون فيه التلميذ أضعف فتتجه الطاقات نحو الشاكرا الأكثر هشاشة.
إذا كان التلميذ ضعيفا، فإن المعلم سوف يقوم بإرسال طاقته لو طلب منه ان يفعل إلى هذا المستوى من الوعي والتقبل والاستحقاق الى التلميذ ، ولو كان التلميذ فطنا فأن الجلوس او الحديث بحضرة الملعم فيض طاقي ، يمكن للتلميذ اخذ قبس منه ، والجلوس بحضرة المعلم هو استمداد طاقي لكن المعلم لن تقوم بالعمل الذي يجب على التلميذ أن يقوم به بنفسه ، لا يمكن لذلك ان يكون ، ولكن بدلاً من ذلك سيتم إرسال الطاقة كإمكانات سيعمل بها التلميذ بسهولة أكبر لتنفيذ العمل الذي يتعين عليه تنفيذه.
تماما كما هو الحال عندما تضع الوقود في السيارة ، فحينها تسير السيارة دون جهد منك ، لكن ماذا لو انها بلا وقود ، ستسير حتما ولكن بحالة دفعها لجعلها تتحرك للامام لانها بلا وقود وهذا عمل مرهق ومجهد للغاية.

أخيرا..
بعد وصولي الى كل هذه المعرفة لم اعد اشعر بالغرابة من ذلك الصوت الذي دائما يخترق صمتي ويهمس بوحي روحي الامتنان لمعلمي بعيد المعلم الذي قررت ان اكتب هذا تمهيدا لتهنئة المعلم شريف هزاع.
الامتنان لمعلمي التنين  – معلم القمة
أنا ممتنه لحكمتك وإرشاداتك العميقة التي ساعدتني على فهم الطريق الصحيح نحو التنوير الروحي
شكرا لك على توجيهاتك السديدة ودعمك المتواصل أنا ممتنه لوجودك في حياتي
بفضلك وجدت الهدوء الداخلي والسلام النفسي أنا ممتنه لكل ما قدمته من معرفة وحكمة
كل الامتنان وعيد معلم مبارك معلمي الغالي شريف هزاع